يكاد لا يخلو موقع الكتروني صغيرًا كان أو كبيراً من ملفات تعريف الارتباط او الكوكيز Cookies، فربما قد صادفت الكثير من الرسائل التي تظهر بشكل مفاجئ على صفحات هذه المواقع تطلب منك قبول ملفات تعريف الارتباط لتكمل تصفح الموقع خصوصًا اذا كنت تتصفح هذا الموقع للمرة الأولى.
ما هي ملفات تعريف الارتباط الكوكيز؟
ملفات تعريف الارتباط هي ملفات نصية صغيرة تسجل بيانات المستخدم ويتم تخزينها على جهازك الحاسوب او الهاتف على ملفات امتداد المتصفح أثناء تصفح موقع معين. هذه الملفات يتم ارسالها من قبل الموقع وذلك من أجل تسهيل عملية التصفح وتحسين تجربة المستخدم.
لا يمكن الاستغناء عن ملفات تعريف الارتباط في المواقع ذات قواعد البيانات الضخمة أو التي تحتاج الى تسجيل دخول أو التي يمكن تخصيص موضوعاتها أو التي تقسم مستخدميها الى مجموعات بناءً على التوزيع الجغرافي أو العمر أو الجنس أو تفضيلات البحث أو غيره من الأقسام التي لا يمكن حصرها.
ملفات تعريف الارتباط لا تحتوي على كمية كبيرة من المعلومات، فقط الرابط التشعبي للموقع المتصفح، ومدة تأثير ملف الارتباط وقدرته ورقم عشوائي. بناءً على هذه البيانات المسجلة، عادةً ما تكون ملفات الارتباط لا تفصح عن هويتك الشخصية ولا تقدم معلومات خاصة، ولكن التسويق أصبح أكثر ذكاءً وتعقيدًا والذي يستغل مجموعات ملفات تعريف الارتباط المتراكمة لتجميع بروفايل شخصي لك لتحديد مسارات تصفحك واهتماماتك.
تبعاً لمدة تأثير ملفات تعريف الارتباط وزمن وجودها ووظيفتها، هناك نوعان من الكوكيز:
- ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالجلسة Session Cookies
لا تمتك صفحات الويب أي ذاكرة، ومن المفترض أن يقوم الزائر بالتنقل في نفس الموقع من صفحة الى صفحة باعتباره زائر جديد كلياً، ولكن ملفات التعريف المرتبطة بالجلسلة تخزن بيانات مؤقتة للزائر حتى تتيح لها التنقل بين صفحات الموقع دون استخدام نفس المعلومات في كل صفحة.
فمثلاً اذا كنت تسجل دخول في احدى المواقع فانه من المفترض عليك ان تسجل دخول مرة اخرى حين انتقالك الى صفحةٍ اخرى في نفس الموقع، واذا كنت تتسوق من خلال متجر الكتروني، وأعجبتك ساعة وخاتم فأردت اضافتهم الى عربة التسوق، فان ما يحفظ هذه الاختيارات من الاختفاء الى حين انتهائك من التسوق هي هذه النوعية من الملفات التي تستطيع تمييز المستخدم.
تعتبر ملفات التعريف المرتبطة بالجلسة مؤقتة، ومن المفترض ان ترتبط فقط بالجلسة وينتهي عملها ومن ثم تختفي بمجرد اغلاق المتصفح، لأن وظيفتها محددة ومقيدة بالجلسة تنتهي فور انتهائها.
- ملفات تعريف الارتباط الدائمة Persistent Cookies
تساعد الكوكيز الدائمة على تذكر بياناتك والإعدادت التي قمت بها حتى بعد انتهاء الجلسة، الأمر الذي يمكنك من الدخول الى المواقع التي زرتها من قبل بشكل أسرع وأكثر راحة دون الحاجة الى تسجيل الدخول مرة أخرى.
تستخدم العديد من المواقع من ضمنها منصات التواصل الاجتماعي هذه الملفات وذلك لجعل تجربة مواقعها أكثر راحة، فمثلاً وجود تسجيل دخولك في الفيسبوك محفوظاً وجاهزًا بفضل ملفات تعريف الارتباط الدائمة التي تتذكر بياناتك وتستخدمها في كل مرة تعود لتصفح هذا الموقع.
تتمثل البيانات المحفوظة في الكوكيز الدائمة في خيارات اللغة: اذا كنت تتصفح موقعاً ينشر محتوياته بعد لغات واخترت لغتك الأساسية اللغة العربية فعند زيارتك مرة أخرى لهذا الموقع سيعمل تلقائيًا على عرض معلوماته باللغة العربية، كما يتمثل في لون الموضوعات ونوع الخط وخيارات القوائم والمواضيع المفضلة وترتيب الأقسام وكل ذلك يرجع الى الخيارات التي يوفرها الموقع لمستخدميه في تخصيص خياراتهم وتفضيلاتهم.
- ملفات تعريف الارتباط تابعة لجهات أخرى Third-Party Cookies
يمكنك تمييز هذا النوع من ملفات تعريف الارتباط من خلال ظهور بعض الاعلانات التي توافق اهتماماتك داخل موقع معين، وهي غالباً تستخدم من قبل شركات الدعاية والاعلان لعرض الاعلانات داخل المواقع. اكثر الشركات استخداماً لهذه الملفات هي جوجل وخصوصاً Google Ads اعلانات جوجل التي تستخدم بياناتك في عرض اعلانات مناسبة لك في نطاقات ومواقع وكيلة لها.
هذه الملفات غالبًا ما تكون مملوكة لطرف ثالث، وليست ملك الموقع الذي تتصفحه، كما يمكن لبعض الجهات الخارجية استخدام بعض ملفات ارتباط خاصة بموقع معين او محتوى معين خارج هذا الموقع او النطاق.
هل يمكن لملفات تعريف الارتباط التتبع؟
نعم، تقوم المواقع باضافة ملفات تعريف الارتباط بغرض تتبع المستخدمين وقراءة تنقلاتهم بين الصفحات. توفر جوجل انالتيكس Google Analytics هذه الملفات الى أصحاب المواقع، حيث يستطيع أصحاب المواقع من تتبع مستخدميهم وتقييم مواقعهم.
حيث توفر هذه الأداة العديد من الخيارات التي تساعد المواقع على فهم الزوار، وتقييم الصفحات وأي الدول التي جاؤوا منها وأي الأجهزة التي قاموا باستعمالها خلال عملية التصفح ومسار تنقلاتهم ومدة وجودهم في كل صفحة، وأي صفحة التي استقطبتهم وأي صفحة التي خرجوا منها، الأمر الذي يساعد أصحاب المواقع على فهم المواضيع التي لا يفضلها مستخدمينه والعمل على تحسينها.